تجمع عدد من العميان للتعرف على فيل وطلب كل منهم أن يلمس جهة واحدة فقط .
الأول تلمس جانب الفيل فقط فقال انه يشبه الجدار ،
أما الثاني فقد تلمس رجله فقال إنه يشبه جذع الشجرة .
الثالث وصفه بأنه يشبه المروحة بعد أن تلمس أذنه .
أما الرابع فأعتقد أنه كالثعبان لأنه تلمس خرطومه ،
أما الخامس فقد شبه الفيل بالحبل بعد أن مسك ذيله .
أصبح لدى كل رجل من هؤلاء العميان صورة محددة رسمها في ذهنه عن الفيل
مبنية على تجربته في التعرف على هذا الحيوان ، وأصر كل منهم على رؤيته
للأمر ورفض وجهة نظر الآخر وتمسك بأن ما يراه هو الحق وأن الآخرين مخطئون .
والحقيقة أنهم كلهم مخطئون ، فالفيل لا يشبه الجدار أو الشجرة أو الحبل أو الثعبان أو المروحة فهو كيان مختلف في ذلك .
ورغم أننا لسنا عمياناً ، إلا أن رؤيتنا للأمور كثيراً ما تشبه رؤية العميان للفيل .
فأغلبنا يرى الأمور من جانب واحد ونعتقد أننا نملك الحقيقة كاملة فندافع
عنها بشدة ونخلق عداوات مع الآخرين الذين بدورهم يرون الأمور من جانب واحد
ولا يرون الصورة كاملة .
هذة الرؤية المحدودة للأمور هي السبب الرئيسي في التخوين والمزاودة وإدعاء المعرفة والحق وفرض الآراء وتراجع الحريات .
ويعتبر الحوار أحد أهم الوسائل لتبين الحقيقة ، فمن خلال الحوار يمكن
الإستماع لرؤية الآخرين لتشكيل صورة متكاملة تشمل تجربتك الخاصة مضاف
إليها تجربة ومعرفة الآخرين .