لعيونكم نكتب_موقع الشاعر إسماعيل الراوي

أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

لعيونكم نكتب_موقع الشاعر إسماعيل الراوي

أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم

لعيونكم نكتب_موقع الشاعر إسماعيل الراوي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
لعيونكم نكتب_موقع الشاعر إسماعيل الراوي

موقع يهتم بالشعر الفصيح والشعبي والأدب والفن ..


    مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ،/أبو فراس الحمداني

    خالد الخالدي
    خالد الخالدي
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 04/09/2008

    مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ،/أبو فراس الحمداني Empty مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ،/أبو فراس الحمداني

    مُساهمة من طرف خالد الخالدي الخميس مارس 26, 2009 7:03 am

    مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ،العمرُ ما تمَّ بهِ السرورُ ‍!
    أيامُ عزي ، ونفاذِ أمريهي التي أحسبها منْ عمري
    مَا أجْوَرَ الدّهْرَ عَلى بَنِيهِ!وأغدرَ الدهرَ بمنْ يصفيهِ !
    لوْ شئتُ مما قدْ قللنَ جدَّاعَدَدْتُ أيّامَ السّرُورِ عَدّا
    أنعتُ يوماً ، مرَّ لي بـ " الشامِ " ،ألذَّ ما مرَّ منَ الأيامِ
    دَعَوْتُ بِالصَّقّارِ، ذاتَ يَوْمِ،عندَ انتباهي ، سحراً من نومي
    قلتُ لهُ : اخترْ سبعة ً كباراًكُلٌّ نَجِيبٌ يَرِدُ الغُبَارَا
    يَكُونُ لِلأرْنَبِ مِنْهَا اثْنَانِ،وخمسة ٌ تفردُ للغزلانِ
    وَاجْعَلْ كِلابَ الصّيْدِ نَوْبَتَينِترسلُ منها اثنينِ بعدَ اثنين
    و لاَ تؤخرْ أكلبَ العراضِِ!فَهُنّ حَتْفٌ لِلظِّبَاءِ قَاضِ
    ثم تقدمتُ إلى الفهادِوَالبَازيَارِينَ بِالاسْتِعْدَادِ
    وقلتُ : إنًَّ خمسة ً لتقنعُوَالزُّرّقَانِ: الفَرْخُ وَالمُلَمَّعُ
    و أنتَ ، يا طباخُ ، لا تباطا!عجلْ لنا اللباتِ والأوساطا !
    ويا شرابي البلقسياتِتَكُونُ بِالرّاحِ مُيَسَّرَاتِ
    بِالله لا تَسْتَصْحِبُوا ثَقِيلا!واجتنبوا الكثرة َ والفضولا !
    ردوا فلاناً ، وخذوا فلانا!وَضَمّنُوني صَيْدَكُمْ ضَمَانَا!
    فاخترتُ ، لمَّـا وقفوا طويلا،عشرينَ ، أو فويقها قليلا
    عِصَابَة ٌ، أكْرِمْ بِهَا عِصَابَهْ،معروفة ٌ بالفضلِ والنجابه
    ثُمّ قَصَدْنَا صَيْدَ عَينِ قَاصِرِمَظِنّة َ الصّيْدِ لِكُلّ خَابِرِ
    جئناهُ والشمسُ ، قبيلَ المغربِتَختالُ في ثَوْبِ الأصِيلِ المُذهَب
    وَأخذَ الدُّرّاجُ في الصّيَاحِ،مُكْتَنِفاً مِنْ سَائِرِ النّوَاحي
    في غَفْلَة ٍ عَنّا وَفي ضَلالِ،ونحنُ قد ْ زرناهُ بالآجالِ
    يَطْرَبُ للصُّبْحِ، وَلَيسَ يَدرِيأنَّ المنايا في طلوعِ الفجرِ
    حَتى إذَا أحْسَسْتُ بِالصّبَاحِناديتهمْ : " حيَّ على الفلاحِ ! "
    نحنُ نصلي والبزاة ُ تخرجُمُجَرَّدَاتٍ، وَالخُيُولُ تُسْرَجُ
    فقلتُ للفهادِ : فامضِ وانفردْوَصِحْ بنا، إنْ عنّ ظبيٌ، وَاجتَهِدْ
    فلمْ يزلْ ، غيرَ بعيدٍ عنا ،إليهِ يمضي ما يفرُّ منا
    وَسِرْتُ في صَفٍّ مِنَ الرّجالِ،كَأنّمَا نَزْحَفُ لِلْقِتَالِ
    فما استوينا كلنا حتى وقفْلَمّا رَآنَا مَالَ بِالأعْنَاقِ
    ثمَّ أتاني عجلاً ، قالَ : ألسبقْ !فقُلتُ: إن كانَ العِيانُ قد صَدَقْ
    سِرْتُ إلَيْهِ فَأرَاني جَاثِمَهْظَنَنْتُهَا يَقْظَى وكَانَتْ نائِمَهْ
    ثُمّ أخَذتُ نَبَلَة ً كانَتْ مَعي،وَدُرْتُ دَوْرَيْنِ وَلَمْ أُوَسَعِ
    حتى تمكنتُ ، فلمْ أخطِ الطلبْ ،لكلِّ حتفٍ سببٌ منَ السببْ
    وَضَجّتِ الكِلابُ في المَقَاوِد،تَطْلُبُهَا وَهْيَ بِجُهْدٍ جَاهِدِ
    وَصِحْتُ بِالأسْوَدِ كَالخُطّافِليسَ بأبيضٍ ولا غطرافِ
    ثمَّ دعوتُ القومَ : هذا بازي !فأيكم ْ ينشطُ للبرازِ ؟
    فقالَ منهمْ رشأٌ : " أنا ، أنا! "وَلَوْ دَرَى مَا بِيَدي لأذْعَنَا!
    فَقُلْتُ: قَابِلْني وَرَاءَ النّهْرِ،أنْتَ لِشَطْرٍ وَأنَا لِشَطْرِ!
    طارتْ لهُ دراجة ٌ فأرسلاأحْسَنَ فِيهَا بَازُهُ وَأجمَلا
    عَلَّقَهَا فَعَطْعَطُوا، وَصَاحُوا،و الصيدُ منْ آلتهِ الصياحُ !
    فقلتُ : ما هذا الصياحُ والقلقْ ؟أكُلُّ هذا فَرَحٌ بِذا الطَّلَقْ؟
    فقالَ : إنَّ الكلبَ يشوي البازاقَد حَرَزَ الكَلْبُ، فَجُزْ، وَجَازَا
    فلمْ يزلْ يزعقُ : يا مولائي !وَهْوَ كَمِثْلِ النّارِ في الحَلْفَاءِ
    طارتْ ، فأرسلتُ فكانتْ سلوىحَلّتْ بِهَا قَبْلَ العُلُوّ البَلْوَى
    فَمَا رَفَعْتُ البَازَ حَتى طَارَاآخَرُ عَوْداً يُحْسِنُ الفِرَارَا
    أسودُ ، صياحٌ ، كريمٌ ، كرَّزُ ،مُطرَّزٌ، مُكَحَّلٌ، مُلَزَّزُ
    عليهِ ألوانُ منَ الثيابِمِنْ حُلَلِ الدّيبَاجِ وَالعُنّابي
    فلمْ يزلْ يعلو وبازي يسفلُيحرزُ فضلَ السبقِ ليسَ يغفلُ
    يَرْقُبُهُ مِنْ تَحْتِهِ بِعَيْنِهِ،وَإنّمَا يَرْقُبُهُ لِحيْنِه
    حتى إذا قاربَ ، فيما يحسبُ ،معقلهُ ؛ والموتُ منهُ أقربُ
    أرْخَى لَهُ بِنَبْجِهِ رِجْلَيْهِ،والموتُ قدْ سابقهُ إليهِ
    صِحْتُ وَصَاحَ القَوْمُ بالتّكْبيرِ،وغيرنا يضمرُ في الصدورِ
    ثمّ تَصَايَحْنَا فَطَارَتْ وَاحِدَهْشيطانة ٌ منْ الطيورِ ماردهْ
    من قربٍ فأرسلوا إليهاوَلَمْ تَزَلْ أعْيُنُهُمْ عَلَيْهَا
    فَلَمْ يُعَلِّقْ بَازُهُ وَأدّىمِنْ بَعْدِ مَا قَارَبَهَا وَشَدّا
    صحتُ : أهذا البازُ أمْ دجاجهْ ؟ليتَ جناحيهِ على دراجهْ
    فاحمرتِ الأوجهُ والعيونُوَقَالَ: هَذا مَوْضِعٌ مَلْعُونُ
    إنْ لزَّها البازُ أصابتْ نبجاأوْ سقطتْ لمْ تلقَ إلاَّ مدرجا
    اعدلْ بنا للنبجِ الخفيفِوَالمَوْضِعِ المُنْفَرِدِ المَكْشُوفِ
    فقثلتُ : هذي حجة ٌ ضعيفة ْوغرَّة ٌ ظاهرة ٌ معروفهْ
    نحنُ جميعاً في مكانٍ واحدِ ،فَلا تُعَلِّلْ بِالكَلامِ البَارِدِ!
    قصَّ جناحيهِ يكنْ في الدارِمعَ الدباسي ، ومعَ القماري !
    وَاعْمِدْ إلى جُلْجُلِهِ البَدِيعِ،فاجعلهُ في عنزٍ منَ القطيعِ!
    حتى إذا أبْصَرْتُهُ، وَقد خَجِلْ،قُلتُ: أرَاهُ، فارِهاً، على الحَجَلْ
    دعهُ ، وهذا البازُ فاطردْ بهِتَفَادِياً مِنْ غَمّهِ وَعَتْبِهِ!

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 1:21 am