طريقتكَ المثلى أجلُّ وأشرفُ | وسيرتكَ البحسنى أبرُّ وأرأفُ |
وَأعرِفُ منكَ الجُودَ وَالحِلمَ وَالتّقى | وأنتَ لعمري فوقَ ما أنا أعرفُ |
وواللهِ إني في ولائكَ مخلصٌ | وواللهِ ما أحتاجُ أني أحلفُ |
أجلكَ أنْ أنهي إليكَ شكايتي | فها أنا فيها مقدمٌ متوقفُ |
وَلي منكَ جُودٌ رامَ غيرُكَ نَقصَهُ | وحاشا لجودٍ منكَ بالنقصِ يوصفُ |
ومُذ كُنتُ لم أرْضَ النّقيصَة َ شيمَتي | ومِثلُكَ مَنْ يَأبَى لمِثلي وَيأنَفُ |
فإنْ تعفني منها تكنْ لي حرمة ٌ | أكونُ على غيري بها أتشرفُ |
وَلَوْلا أُمورٌ لَيسَ يَحسُنُ ذِكْرُها | لكُنتُ عنِ الشّكوَى أصُدّ وَأصْدِفُ |
لأني أدري أنّ منكَ جانباً | سيسعدني طولَ الزمانِ ويسعفُ |
تُبَشّرُني الآمالُ منكَ بنَظرَة ٍ | تزفّ لي الدنيا بها وتزخرفُ |
ولَيسَ بَعيداً من أياديكَ أنّهَا | تجددُ عزاً كنتُ فيهِ وتضعفُ |
إذا كنتَ لي فالمالُ أهونُ ذاهبٍ | يعوضهُ الإحسانُ منكَ ويخلفُ |
ولا أبتغي إلاّ إقامة َ حرمتي | وَلَسْتُ لشيءٍ غَيرِها أتَأسّفُ |
ونَفْسِي بحَمدِ الله نَفْسٌ أبِيّة ٌ | فَها هيَ لا تَهْفُو وَلا تَتَلَهّفُ |
وَأشرَفُ ما تَبْنيهِ مَجدٌ وَسُؤدَدٌ | وأزينُ ما تقنيهِ سيفٌ ومصحفُ |
وَلَكِنّ أطْفالاً صِغاراً وَنِسوَة ً | وَلا أحَدٌ غَيرِي بهمْ يَتَلَطّفُ |
أغارُ إذا هبّ النسيمُ عليهمُ | وقلبي لهمْ من رحمة ٍ يترجفُ |
سُرُورِيَ أنْ يَبدو عَلَيهِمْ تَنَعّمٌ | وحزني أنْ يبدو عليهمْ تقشفُ |
ذَخَرْتُ لَهُمْ لُطْفَ الإلَهِ وَيُوسُفاً | وواللهِ لاضاعوا ويوسفُ يوسفُ |
أُكَلّفُ شِعري حينَ أشكُو مَشَقّة ً | كأنّي أدْعُوهُ لِمَا لَيسَ يُؤلَفُ |
وقد كانَ معنياً بكلّ تغزلٍ | تهيمُ بهِ الألبابُ حسناً وتشغفُ |
يَلُوحُ عَليْهِ في التّغَزّلِ رَوْنَقٌ | وَيَظهَرُ في الشّكوَى عليهِ تكَلّفُ |
وما زالَ شِعري فيهِ للرّوحِ راحَة ٌ | وللقلبِ مسلاة ٌ وللهمّ مصرفُ |
يناغيكَ فيهِ الظبيُ والظبيُ أحورٌ | وَيُلهيكَ فيهِ الغُصْنُ والغصنُ أهيَفُ |
نَعَمْ كُنتُ أشكو فَرطَ وَجدٍ وَلَوعَة ٍ | بكلّ مَليحٍ في الهوَى ليسَ يُنصِفُ |
وَلي فيهِ إمّا وَاصِلٌ مُتَدَلّلٌ | عَليّ وَإمّا هاجِرٌ مُتَصَلِّفُ |
شكَوْتُ وَما الشكوى إلَيكَ مَذَلّة ٌ | وإنْ كنتُ فيها دائماً أتأنفُ |
إلَيكَ صَلاحَ الدّينِ أنهَيتُ قِصّتي | وَرَأيُكَ يا مَوْلايَ أعلى وَأشرَفُ |